قال الدكتور الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، في تصريح صحفي له، إن ما يشغل البال مؤخرًا ويمكن أن نطلق عليه موضوع الساعة، هو أمر خطير ومصيري لم تعي البشرية بعد كفاية أهميته، إلا على مستوى بعض النخب الأخلاقية الواعية، علمًا أن النسبة الكبرى من النخب الاقتصادية، الصناعية منها خصوصًا، قد وعت خطورته، ولكنها تتجاهل الأمر لانعكاس ذلك على ربحيتها.
وأضاف يُغيّبون البعد البيئي أو يضعونه في آخر الأولويات، ويقدمون عليه الفعالية الإنتاجية والربحية، وجل ما اجترحوه هو "الإدارة الخضراء" في محاولة بيلاطوسية لتبرئة أنفسهم من الجرائم البيئية التي يرتكبون، كم من اتفاقيات بيئية تمنعوا عن التوقيع عليها خلال العقود الثلاثة الماضيةوتابع الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، يقابل ذلك تشريعات بيئية ناجعة، وإنشاء هيئات بيئية محترمة، تقوم بعملها على أكمل وجه، ولكنه تبين ان هذا الامر غير كاف، وأن الوعي والمسؤولية البيئيين ما زالا بعيدين عن بلوغ القاعدة المجتمعية والتحول إلى ثقافة ونمط حياة.
من هنا أهمية تعاطي الكنيسة بحماية البيئة وضرورة ولوجها الحيّز البيئي بكل ما أوتيت من قوة، لأنها هي الوحيدة القادرة على ربط البيئة بباريها، الخليقة بخالقها.
الذي يبحر في شبكة الانترنت، يوقن كم ان الكنائس أصبحت متقدمة في العمل البيئي في الغرب، من اللاهوت البيئي إلى الكنيسة الخضراء إلى تسميات أخرى، الكنيسة في خضم العمل البيئي ولابد لمعاهدنا اللاهوتية من أن تكون رأس حربة في الدفاع عن الخليقة التي وهبنا إياها الخالق كإطار لحياتنا واستمرارنا وسعادتنا ونمونا...وكم نحن في نفس الوقت نمعن فيها فسادًا وأذية.
لقد وعينا، في مجلس كنائس الشرق الأوسط هذا الأمر منذ فترة طويلة، وقد قام بعض من سبقونا الى المسؤولية باللازم، ولكن الأمر أصبح يحتاج إلى مقاربة منهجية مركزة، لذلك أوجدنا في المجلس "وحدة العدالة البيئية" – وقد تتحول قريبًا إلى دائرة، وأطلقنا مشروع "موسم الخليقة"، ونحن اليوم في السنة الثالثة من العمل به، وقد أصبحنا أعضاء في لجنته الدولية.
كما يُحضّر المجلس لعقد مؤتمر بيئي دولي سوف يعقد في الرابع والخامس من أكتوبر في جامعتي الروح القدس-الكسليك والقديس يوسف، وعنوانه "توجهات مسكونية في التغيّر المناخي"