كعادته في الأعياد والمناسبات الخاصة بالمسيحيين، استيقظ من نومه مبكرا، مرتديًا زيه الخاص مسرعًا إلى مكان عمله، ليباشر مهامه كأحد أفراد الكشافة المنوط بهم تنظيم حركة الدخول والخروج ببوابات الكنيسة والإشراف على سير الحدث، فإذا بتاريخ التاسع من أبريل، تحول إلى يوم مصيري في حياته، بعد أن باعد بينه وبين الموت ضمن ضحايا تفجير كنيسة "مارمرقس" الغاشم بالإسكندرية، وكتب له القدر حياة جديدة.
مايكل سعيد، واحدًا من فريق الكشافة بكنيسة مارمرقس بالإسكندرية، وأحد الناجين من الحادث الأليم الذي وقع أمس، أكد أن الانتحاري منفذ الهجوم فجر نفسه أمام باب الكنيسة فور انتهاء الصلاة وعقب خروج بطريرك الكرازة المرقسية، بينما كان يقف هو على بعد أمتار قليلة يباشر مهامه المنوط بها، لتنظيم حركة الدخول والخروج ببوابات الكنيسة منعًا للتكدس والازدحام.
ويروي مايكل لـ"الوطن"، لحظات وقوع الحادث الذي نجا منه بأعجوبة قائًلا: "بعد انتهاء الصلاة وخروج البطريرك، كنت واقف ضمن أفراد فريق الكشافة بنظم حركة الخروج لمنع التجمعات على الباب، وفي اللحظات دي، دخل الشخص الانتحاري، عم نسيم حارس الكنيسة طلب منه يرجع ويعدي الأول على البوابة الإلكترونية للتفتيش، رجع خطوة لورا وفي اللحظة دي انفجر وحصلت الحادثة ومات الحارس معاه".
وأكد الشاب ذو الـ28 عامًا، أنه نجا من الموت بأعجوبة وأن المشهد لايفارقه، بعد أن شاهد بعينيه لحظة وقوع الانفجار، وكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي: "كان بيني وبين الانتقال دقيقة غريبة حكمتك يارب سنين واقف على الباب، واللحظة جت وأنا مكنتش مستعد حقيقي".