
فجَّرت اليمينية الفرنسية المتطرفة، مارين لوبان، مفاجأة من العيار الثقيل، على صفحتها الرسمية بموقع تويتر، عندما كشفت عن أصولها مصرية، وأن والدها كان يعمل فى مدينة الإسكندرية.
مرشحة الجبهة الوطنية للرئاسة الفرنسية، التي أبدت تعاطفها وحزنها على أقباط مصر، قالت إن جدتها الكبرى بولين قبطية، ولدت وعاشت معظم حياتها في مصر.
أضافت "لوبان"، فى تغريدة أخرى، أنها تعرب عن تعاطفها الكبير وحزنها لأقباط مصر، فى إشارة إلى الهجوم الأخير على كنيستين بطنطا والإسكندرية يوم أحد السعف.
استمر المغردون في التعقيب على التغريدة فترة طويلة، حيث رأى البعض أنها تنفي عن نفسها صفة العنصرية بحديثها عن دين وأصول جدة جدتها.
وقالت "لوبان"، مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، خلال تجمع في إطار حملتها لخوض سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية، إنها تعتزم تعليق أشكال الهجرة الشرعية كافة إلى فرنسا، وأنها ترغب في "وضع حد لوضع مجنون خارج عن نطاق السيطرة".
وتعد "لوبان" من أبرز المرشحين الكبار للرئاسة في فرنسا، ترشحت عام 2012 وحلت فى المرتبة الثالثة، وتمثل مسألة تقليص عدد المهاجرين الشرعيين أحد أبرز محاور خطابها الانتخابى.
(من ناحية أخرى وصفت "لوبان"، استعمار بلادها للجزائر بأنه "فعل حضارى"، وأنها ليست مع واجب التوبة عن فعل حضارى لفرنسا قبل 1962، لافتة إلى أن الاستعمار الفرنسى ترك أشياءً جميلة ما زال الجزائريون يتمتعون بها.
وقالت"لوبان" إن الاحتلال الفرنسى أكسب الجزائر أشياءً كثيرة إيجابية، وأن الجزائريين الذين يتمتعون بنوايا حسنة يقرون بهذه الحقيقة.
جاءت تصريحات "لوبان" قبل يومين من المرحلة الأولى للتصويت فى انتخابات الرئاسة الفرنسية، لتقلب الفرنسيين ذوى الأصل الجزائرى على المرشحة المتطرفة، وشنت الصحف الجزائرية الصادرة أمس هجومًا حادًا على "لوبان"، فعنونت صحيفة "ج البلد" الجزائرية عددها بـ"لوبان تصعد استفزازاتها للجزائر عشية رئاسيات فرنسا"، فى حين قالت صحيفة "الخبر" الجزائرية إن مرشحة اليمين المتطرف بقيت وفية لكراهيتها الموروثة عن أبيها لكل ما يرمز للجزائر.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخطاب الاستفزازى والمعتاد لدى حزب الجبهة الوطنية، منبعه والد مارين لوبان، جون مارى لوبان، الذى ظل خلال مسيرته السياسية يتغنى بما "أنجزه" الاستعمار الفرنسى فى الجزائر.
من جانبها، قالت صحيفة "تليكسبريس" إن الاستعمار الفرنسى كان يستغل خيرات الجزائر، وتذهب عائدات النفط والغاز للخزينة الفرنسية، وأشارت إلى أنه لا يمكن أن ننسى فى إطار الحديث عن إهانة مارين لوبان، أنها تمثل الوجه الفرنسى الاستعمارى.
كان إمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد الفرنسى السابق، والمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية، أجرى زيارة للجزائر قبل شهرين، صرّح خلالها بأن الاحتلال جزء من تاريخ فرنسا، والاستعمار جريمة ضدّ الإنسانية.