تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية في أسبوعها الثالث، ويرافقها تصاعد اللهجة بين الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم كييف في مواجهة موسكو، وحذر جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي من أن دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» تطبق المادة 5 من ميثاق الحلف، حال إطلاق رصاصة واحدة على أرض أي دولة من أعضاء الحلف من قبل روسيا؛ الأمر الذي يعني مواجهة تكون بمثابة حرب عالمية ثالثة بحسب الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويعد التهديد بتفعيل المادة 5 من ميثاق حلف الناتو، أمرا لم يتكرر إلا للمرة الثاثية منذ أكثر من 70 سنة أي منذ تأسيس حلف الناتو، وتسود مخاوف في الوقت الحالي من اعتداء روسي على أراضي الحلف وتحديدا الدول المجاورة لأوكرانيا.
وتنص المادة 5 من ميثاق حلف الناتو التي تهدد أمريكا بتفعيلها على أن أي هجوم أو عدوان مسلح ضد طرف من دول الحلف يعد عدوانا على جميع الدول الأعضاء فيه، وبالتالي تعتبر هذه المادة هي المحور الرئيسي لفكرة الحلف، التي تنص على أن أي اعتداء على أي دولة عضو فيه يكون اعتداء على كل دول الحلف.
ويستوجب تفعيل هذه المادة حالة الدفاع الجماعي من قبل دول الحلف عن الدولة التي تعرضت لاعتداء، ولكن يترك لكل دولة تحديد الآلية التي تساهم بها في صد هذا العدوان، كما للدولة أيضا حق الدفاع الذاتي بشكل منفرد.
استخدام المادة 5 عقب هجمات 11 سبتمبر
ووضعت هذه المادة عندما تم تأسيس حلف شمال الأطلسي في أبريل 1949، وتم توقيع الاتفاقية في العاصمة الأمريكية واشنطن، وكانت في الأساس تستهدف التصدي لمخاطر روسيا أو الاتحاد السوفيتي وقتها.
ورغم أن المادة وضعت عام 1949، تم تفعيلها لأول مرة في 12 سبتمبر عام 2001، أي بعد يوم من هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت برجي التجارة العالمية في ولاية نيويورك الأمريكية.
واعتبر حلف الناتو وقتها، وفق ما نقل تقرير لموقع إذاعة مونت كارلو الفرنسية، أن التهديدات التي تواجه الحلف تغيرت كثيرا، وألزام جميع أعضائه بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في الرد على هذه الهجمات، وما تراه لمواجهة تهديدات الأمن العالمي.
تطبيق المادة في ظل حرب أوكرانيا وروسيا يعني حربا عالمية ثالثة
تلويح مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان بأن إطلاق أي رصاصة على أرض دولة عضو في الناتو يعني تفعيل المادة الخامسة، يشير إلى أن هناك ثمة احتمالية لمواجهة عسكرية بين روسيا والحلف.
وبالعودة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا، أكد أن أي مواجهة بين حلف الناتو وموسكو تعني اندلاع حرب عالمية ثالثة، لكنه في الوقت ذاته شدد على أنه يعمل على تجنب هذه المواجهة.