تتمتع محافظة الشرقية بوجود الكثير من الآثار المهمة المعروفة وغير المعروفة، وتنتمى إلى النوع الأخير كنيسة القديسة دميانة، التى يبلغ عمرها أكثر من 140 عامًا، وبها من المقتنيات النادرة ما يجعلها مزارا ومقصدا لأقباط مصر جميعًا.
الكنيسة تقع بمركز مشتول السوق، وتحديدا فى قرية كفر يوسف النائية التى تفتقر للعديد من الخدمات. أما اسمها، فيعود- وفقا للقمص ميخائيل الشحات، راعى الكنيسة- إلى القديسة دميانة التى تعد من رموز المسيحية، كونها تعرضت لأقسى أنواع العذاب فى سبيل دينها.
ويوجد بالكنيسة عقلة من إصبع القديسة، بحسب القمص ميخائيل الشحات، الذى أضاف لـالدستور، أن لجنة من وزارة الآثار زارت الكنيسة، ووجدت فيها لوحات نادرة ترجع للقرن الثامن عشر.
أما بقية جسدها، فمدفون بكنيستها بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، ولذلك قصة يرويها القمص الشحات، وهى أن والد القديسة دميانة، ويدعى مرقس، كان واليًا على البرلس، وقد طلب أحد الأمراء يدها للزواج، ولمّا كانت معروفة بالعبادة والورع، فقد رفضت العرض، موضحة لوالدها أنها تريد أن تعيش معه هو، وتظل فى عبادتها وقراءتها للكتاب المقدس الذى تعلقت به، وخلق بداخلها الرغبة فى الحياة البتولية.
رحب الوالد برغبة ابنته، ولتحقيق هذه الرغبة بنى لها قصرًا فى جهة الزعفران، بناءً على طلبها، لتنفرد فيه للعبادة، واجتمع حولها 40 من العذارى اللاتى نذرن البتولية.
فى هذا الوقت، كانت البلاد تحت احتلال الملك دقلديانوس الذى كان يجبر جميع المسيحيين على عبادة الأصنام الخاصة بديانته، وقد رضخ الوالد مرقس لضغوط الملك، وهو ما لم يعجب القديسة دميانة، وصارت تبكيه بمرارة، حتى تراجع عن الخضوع لدقلديانوس وآلهته.
عندما علم دقلديانوس بأن دميانة هى السبب فى رجوع مرقس إلى الإيمان المسيحى، أرسل إليها بعض الجنود، ومعهم آلات التعذيب للانتقام منها ومن العذارى اللواتى يعشن معها، وعرض عليها أولا السجود للآلهة مقابل أن يقدم لها كنوزًا ويُقيمها أميرة، فرفضت ولاقت هى والفتيات أقسى أنواع التعذيب، وكلما حضر الجنود ليعلنوا نبأ وفاتها يجدونها قد شفيت من آثار التعذيب، حتى أطلق البعض عليها أنها ساحرة.
ذلك الوضع استمر إلى أن تم قطع رقبتها علنية أمام الناس، لتلقى ربها هى والـ40 عذراء، على دين المسيح، ومازال جسدها مدفونا بكنيستها فى الدقهلية.