كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن الأزمة المالية والعسكرية الكبرى التي يواجهها حزب الله، حتى إنه أصدر أوامر سرية لمقاتليه بالانسحاب من جنوب لبنان وإخلاء مواقعهم والسماح للجيش اللبناني بالانتشار.
انهيار حزب الله عسكريًا وإخلاء سري لمواقعه في جنوب لبنان
وبحسب الصحيفة، تدهورت قدرات حزب الله العسكرية بشكل كبير، وأصبحت الموارد المالية محدودة للغاية، ما جعل الحركة اللبنانية غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه أنصارها.
ويقول بعض السكان إن المؤسسة المالية الأساسية للجماعة، "القرض الحسن"، جمدت في الأسابيع الأخيرة مدفوعات شيكات التعويض التي تم إصدارها بالفعل، ويقول بعض الأعضاء إنهم لم يتلقوا أي دعم على الإطلاق.
وفي نوفمبر الماضي، قدر البنك الدولي تكلفة الأضرار التي لحقت بالهياكل المادية بنحو 3.4 مليار دولار، مع تدمير نحو 100 ألف منزل جزئيا أو كليا، كما تحتاج أرامل وأسر الأعضاء الذين سقطوا إلى المساعدة، ويحتاج الجرحى إلى العلاج الطبي ودخل منتظم.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله يعترف علنًا بضعف موقفه المالي والعسكري، ويبدو دعمه قويًا على الأقل ظاهريًا.
وقدر الخبراء أن المجموعة حافظت في السنوات الماضية على ميزانية سنوية تبلغ حوالي مليار دولار للمزايا والرواتب والتكاليف الأخرى، باستثناء النفقات العسكرية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أنه منذ وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبرحاول حزب الله إعادة تنظيم صفوفه، وقد قامت اللجان التي يديرها حزب الله بتقييم مئات الآلاف من المنازل المتضررة، وأصدرت المجموعة 630 مليون دولار كمدفوعات للأشخاص عن الخسائر أو الأضرار التي لحقت بمنازلهم، وفقًا لمسؤول في القرض الحسن، وهو شبه بنك مرتبط بحزب الله.
ومع ذلك، توضح الإشارات الأحدث الأزمة المالية التي يعاني منها حزب الله، حيث قالت فدوى حلال، وهي من سكان بلدة حبوش في جنوب لبنان، إنها تلقت شيك تعويض بقيمة 7 آلاف دولار عن الأضرار التي لحقت بمنزلها في 28 يناير الماضي، لكن القرض الحسن أبلغها لاحقًا أنه غير قادر مؤقتًا على الدفع.
انسحاب سري لمقاتلي حزب الله من جنوب لبنان
قال مصدر مطلع على حزب الله إن الحركة فقدت قرابة 5 آلاف مقاتل في الحرب مع إسرائيل، مع إصابة أكثر من 1000 بجروح خطيرة، بما في ذلك العديد من الذين فقدوا أطرافهم أو عانوا من فقدان البصر الدائم.
وتابع أنه تم توزيع مذكرة داخلية سرية على عدد كبير من الوحدات القتالية، تأمر المسلحين الذين لم يكونوا في الأصل من مناطق جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان بإخلاء مواقعهم، والسماح لقوات الجيش اللبناني بالسيطرة على المنطقة، وفقًا لوقف إطلاق النار.
وتكبد حزب الله اللبناني خسائر كبرى، وتفكك بعض الوحدات العسكرية بشكل كامل، ولكن الحزب أعاد تنظيم بعض صفوفه جزئيًا وإعادة بعض الوحدات مرة أخرى، والتي أصبحت قادرة على القتال مرة أخرى وفق التقرير مشيرًا إلى أنه ضعف، ولكن لم يهزم بعد.