تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية فى هذه الايام بعيد القديس العظيم رجل العطاء وصديق الفقراء وحبيب المحتاجين، الأنبا أبرآم، أسقف الفيوم والجيزة،، وتوافد العديد من شعب الكنيسة إلى دير القديس فى الفيوم لزيارة المزار الخاص، حيث يوجد جسده و متعلقاته الشخصية، لذلك توجهت “وطنى” إلى الدير لتنقل لكم توافد شعب الكنيسة ومحتويات مزار الانبا أبرآم.
_ حياة الأنبا أبرآم
عاش الأنبا إبرام الأسقف العام للفيوم والجيزة بين القرنين التاسع عشر والعشرين من الميلاد، وهو قديس قبطي معاصر لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان يلقب بصديق الفقراء ورجل العطاء لشدة اهتمامه بمساعدة الفقراء والمحتاجين.
ولد الأنبا إبرام في قرية دلجا التابعة لإيبارشية ملوي، آنذاك، عام 1829، وكان اسمه بولس غبريال، وحفظ المزامير ودرس الكتاب المقدس منذ طفولته، وانضم للخدمة في دير السيدة العذراء مريم بالمنيا، وحوّل المطرانية إلى مأوى للفقراء، وبقى 4 أعوام فيها ثم رُسم فيها قسًا عام 1863، وبسبب حبه الشديد للرهبنة عاد إلى الدير واختير رئيسًا له، وتتلمذ على يديه 40 راهبًا.
مغادرته لدير السيدة العذراء مريم “المحرق”
وبسبب تحزب وخلافات بين فرق من الرهبان، وبحجة سكبه كل إمكانات الدير لحساب الفقراء، ثار عليه البعض وعزلوه عن رئاسة الدير، وطلبوا منه تركه هو وتلاميذه، فتوجه إلى دير السيدة العذراء الشهير بـ «البراموس» بوادي النطرون وتفرغ للعبادة ودراسة الكتاب المقدس.
_سيامته أسقفًا للفيوم وبني سويف والجيزة
سيّم الأنبا إبرام أسقفًا للفيوم وبني سويف والجيزة عام 1881، فحوّل الأسقفية إلى دار للفقراء، وخصص الدور الأول من داره للفقراء والعميان والمرضى، وكان يرافقهم في أثناء طعامهم كل يوم، وكان يشتهر بأنّه إذا دخل عليه فقير يمد يده تحت وسادته ويعطيه كل ما يملك، وإذا لم يجد أمولًا يعطيه «شاله».
_وفاة الأنبا إبرام واعتباره قديسًا رسميًا
وتوفى الأنبا إبرام في 10 يونيو عام 1914، وشيع جنازته ما يقرب من 25 ألف من المسيحيين والمسلمين، وفي عام 1964 قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اعتباره قديسًا بشكل رسمي، وأضاف اسمه لمجمع القديسين في ليتورجيات الكنيسة القبطية، وجرى نقل جسده إلى دير السيدة العذراء والأنبا إبرام بالعزب بالفيوم، ووضع إلى جانبه عدد من المقتنيات الشخصية والكنسية التي تخصه.
_ مواقف للأنبا أبرآم
وكانت له مواقف كثيرة في مساعدات الفقراء والمعجزات التي كان يجربها الله على يديه وظل الأنبا إبرام يقوم بأعباء إيبارشية حتى لحقه المرض في بشنس 1630 ش.، وكان يشتد عليه وهو صابر متألم، وقد اشتهت نفسه أكل الحمام المحشو، فاعتبرها تجربة أخيرة له، فأوصى بعمله وتركه حتى أنتن، ووضعه أمامه وجعل يخاطب نفسه “ها قد أجبت لك سؤالك يا نفسي، فَكُلى مما ستصيرين أنتن منه”. ثم رماه بعد ذلك.