قالت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج سها جندي، إن إسهامات المصريين بالخارج في الاقتصاد المصري لها أهمية كبيرة، مشيرة إلى أنه يتم العمل بالتعاون مع كافة الوزارات والجهات المعنية واتخاذ العديد من الإجراءات والخطوات التنفيذية في هذا الشأن، حيث يتم العمل على إنشاء شركة استثمارية للمصريين بالخارج تتضمن مختلف الأنشطة الاقتصادية، بالإضافة إلى التعاون مع الخبراء والمستثمرين المصريين بالخارج.
جاء ذلك خلال لقاء وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عبر (الفيديو كونفرانس)، مع النائبة سابينا كوديتش عضو برلمان اتحاد البوسنة والهرسك ونائبة رئيس حزب "حزبنا" البوسني، ونائب وزير حقوق الإنسان واللاجئين في اتحاد البوسنة والهرسك دوريشكا يوريشيتش< لبحث أوجه التعاون المشترك في ملف الهجرة والجاليات.
وأبدت الوزيرة سها جندي، خلال اللقاء، استعدادها لاستعراض التجربة المصرية لنقل الخبرات للجانب البوسني، موضحة أن استراتيجية الوزارة تقوم على إيجاد العديد من آليات التواصل الفعال مع كافة المصريين بالخارج بكافة شرائحهم في كل دول العالم.
وأشارت إلى أنها تعمل على إيجاد آليات جديدة من وسائل التواصل، ومنها مبادرة "ساعة مع الوزيرة"؛ للتعرف على الأوضاع والتحديات التي تواجههم والاستماع إلى أفكارهم وأطروحاتهم، وقد تم حتى الآن التواصل مع 33 جالية مصرية حول العالم من خلال مبادرة "ساعة مع الوزيرة"، فضلا عن تفعيل دور إدارة الشكاوى للعمل على مدار 24 ساعة استجابة للمشاكل الرئيسية للمصريين بالخارج، وتواجدها شخصيا وفريق العمل بالوزارة على صفحات المصريين بالخارج بكافة دول العالم للتفاعل المباشر معهم.
ونوهت إلى أنه لتحقيق التواصل المباشر أيضا فقد قامت بزيارتين لكل من المملكة العربية السعودية، والإمارات، برفقة وفد رسمي من وزارات ومؤسسات الدولة، وتناولت الحديث عن أبرز الفرص الاستثمارية والتسهيلات البنكية، وملفات التعليم واستقدام سيارات للمصريين بالخارج.
وحول التيسيرات الجمركية على سيارات المصريين بالخارج.. أشارت الوزيرة إلى أنه تم العمل على توفير التيسيرات لاستقدام المصريين بالخارج لسيارة شخصية، بالتنسيق مع الجهات المختصة للموافقة على جلب المصري بالخارج لسيارة بعمل وديعة بالدولار يتم استردادها بعد 5 سنوات، بما يعادل قيمتها بالجنيه المصري وقت الصرف، ما تعد فرصة متميزة للاستفادة من هذا العرض.
وحول جهود الوزارة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.. أكدت سها جندي أن المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" تمثل أهم الملفات التي تعمل عليها وزارة الهجرة، للتوعية بمخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فيتم العمل في إطارها على الالتقاء بمختصين في الهجرة والتعاون في مجال مكافحة "الهجرة غير الشرعية" من الداخل والخارج، والشباب بالقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية، وكذلك تطوير برامج التوعية والتثقيف التي يتم تنفيذها، وتوفير تدريب مهني بالقرى المصدرة لظاهرة الهجرة غير الشرعية.
ولفتت إلى أن الوزارة تعتزم التوسع في المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" بتعزيزها بعناصر ومحاور جديدة، إضافة إلى جهود المركز المصري الألماني للهجرة والوظائف وإعادة الإدماج في ضوء التعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، في إطار خطة تأهيل وتدريب الشباب لإعدادهم لسوق العمل المحلي والدولي خاصة في ألمانيا، إلى جانب القيام بجولات ميدانية للمحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، وعقد لقاءات جماهيرية مع الشباب والسيدات والأمهات؛ لتوعيتهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى توفير البدائل الآمنة لهم.
وحول الحفاظ على الهوية الوطنية لدى أبنائنا بالخارج.. قالت وزيرة الهجرة إنه يتم العمل على هذا الملف في إطار المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" وتم إطلاق المرحلة الثانية منها باسم "جذورنا المصرية" لتوعية أبنائنا بهويتهم وتاريخهم العظيم وتعريف أبنائنا باللغة العربية، بالإضافة إلى برامج زيارات الجيل الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج، والتي يتم تنظيمها مع عدد من الوزارات والجهات لإعداد برنامج زيارات يستهدف تعريف أبنائنا بكافة الحقائق والتحديات التي تواجه مصر وأيضا عملية التنمية التي تتم على أرض الواقع.
وعن ملف الطلبة المصريين بالخارج.. أكدت الوزيرة سها جندي الدور الرائد الذي تقدمه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أبرزه التنسيق لاستحداث نظام امتحانات الفصلين الدراسيين لأبنائنا بالخارج لأول مرة، استجابة لطلبات المصريين بالخارج، ضمن حزمة المحفزات التي عملت عليها وزارة الهجرة، بالتنسيق مع وزارات ومؤسسات الدولة المصرية.
وأوضحت أن الوزارة تحرص على وجود ممثل عن وزارة التربية والتعليم خلال لقاءات بالجاليات المصرية؛ وذلك للرد على استفسارات المصريين بالخارج فيما يتعلق بهذا الملف، حيث تمت لأول مرة إتاحة ملف التطور الدراسي لطلاب المسار المصري من الأول الابتدائى حتى الثاني الثانوي عبر منصة "أبناؤنا في الخارج"، كما تطرقت إلى الحديث عن مركز حوار وزارة الهجرة للطلبة المصريين بالخارج "ميدسي".
وأضافت الوزيرة أن هذا المركز يعد منصة شاملة وجامعة لكل أبنائنا بالخارج حتى يلتقون ويتحدثون ونستفيد من مقترحاتهم كسفراء لوطنهم حول العالم، وكذلك توضيح أي معلومات مغلوطة أو محاربة أي أفكار غريبة ربما يتعرضون لها.
وشددت الوزيرة سها جندي- في ختام حديثها- على أنه لا يوجد تعارض أو نوع من المنافسة بين المصريين بالخارج والمصريين بالداخل، مرحبة بالتعاون وتبادل الخبرات والتجارب مع الجانب البوسني في مجال الهجرة والجاليات.
من جانبها.. أشادت سابينا كوديتش بالعلاقات التاريخية بين مصر والبوسنة والهرسك، مضيفة أن هذا اللقاء يستهدف بالأساس الاستفادة من التجربة المصرية في التعامل مع ملف المغتربين والجاليات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قائلة إنها تجربة جديدة بالنسبة لهم وهم يعكفون على وضع استراتيجية لها، لذلك فهم متحمسون إلى التعاون مع الجانب المصري في هذا الملف.
وفي ختام اللقاء.. توجه سفير مصر لدى البوسنة والهرسك السفير ياسر سرور، بخالص الشكر للوزيرة سها جندي على هذا اللقاء الثري، وما تضمنه من نقاش بنّاء، معربا عن تمنياته لها بدوام التوفيق والنجاح في كافة الملفات التي تتولى العمل عليها في وزارة الهجرة.